الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية احـتـجـاجـات تطـاويـــن: مطلبية شرعية أم «ألغام» سياسية؟

نشر في  26 أفريل 2017  (12:28)

شرع آلاف الشبان من مختلف معتمديات ولاية تطاوين في اعتصامهم المفتوح بمفترق الكامور الصحراوي وهي طريق عبور شاحنات البترول نحو الحقول التي أحدثتها شركات في نفس الاختصاص بصحراء الجهة.
اختيار هذا المكان البعيد عن وسط تطاوين بـ90 كلم جاء كحركة إحتجاجية تصعيدية بعد انتهاء الهدنة التي منحها المحتجون للحكومة للنظر في مطالبهم المتعلقة اساسا بالتشغيل والتنمية، حيث عمد المحتجون الى قطع الطريق امام الشاحنات المعدة لنقل البترول والسيارات الخاصة وارجاعها من حيث جاءت تأكيدا على تمسكهم بحقهم في التشغيل بهذه الحقول.
وكان ممثلو شباب الولاية أمهلوا الحكومة اسبوعا عقب زيارة وزير التشغيل عماد الحمامي الى تطاوين للنظر في مطالبهم المتمثلة في التشغيل اولا وبالإنتداب بالمؤسسات البترولية وحقولها وتمتيع الولاية بنصيبها من المداخيل الناتجة عن البترول وغيرها من المطالب التي وصفوها بالمشروعة لجهة لم تعرف التنمية منذ 60 سنة وفق تصريح عدد من الشباب لأخبار الجمهورية.
تحرك تميز بالسلمية منذ بداياته في شهر مارس، وقد لقي مساندة واسعة من أهالي الولاية الذين عبروا عن تشجيعهم للشباب في مواصلة تحركهم لافتكاك حقهم وفق قولهم.
وينتظر أن يصل رئيس الحكومة يوسف الشاهد والوفد المرافق له إلى الولاية يوم غد الخميس للاطلاع على حقيقة الوضع في الجهة والحديث مع ممثلي المحتجين بخصوص المطالب التنموية والتشغيلية.
هذا وعلمت أخبار الجمهورية بامكانية انعقاد لقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالمحتجين في منطقة كامور الصحراوية مكان خيمة الاعتصام بعيدا عن سقف الولاية حتى يكون اللقاء مثمرا وجادا.
هذا وطالب عدد من الجمعيات والمنظمات الوطنية والأحزاب بجهة تطاوين، الحكومة بايجاد حلول عاجلة لتشغيل الشباب المعطل عن العمل ووضع حد لحالة الاحتقان التي تعيشها الجهة منذ اكثر من شهر للمطالبة بالتشغيل والتنمية.
وأعربت هذه المكونات، في بيان مشترك، عقب اجتماع بمقر الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتطاوين عن مساندتها «المطلقة للحراك الشبابي السلمي»، داعية «الحكومة الى رسم رؤية متكاملة لدفع عجلة التنمية الشاملة».
وفي انتظار قدوم الشاهد الى أرض الاعتصام حيث وعد باعلان جملة من القرارات ترتقي الى الانتظارات، فان عديد القراءات باتت تطفو على سطح الأحداث في تقييم حقيقة التصعيد الجاري، فكما ساند العديدون الاحتجاجات معتبرين أنها مطلبية شرعية من شباب ولاية أعطت الكثير لتونس ولكنها لم تحظ الا بالنزر القليل من منوال التنمية، فان شقا أخر ألمح الى امكانية توظيف سياسي من قبل بعض الجهات للتحركات الجارية، ومن هنا عبر هؤلاء عن خشيتهم من وقوع انزلاق في مسار الاعتصام حتى لا يتحول الى مطبات وألغام سياسية توظفها بعض الجهات وحتى مافيات التهريب لاستغلال الارتباك والفوضى السائدين..فهل تكون زيارة الشاهد حاملة لحلول حقيقية؟؟

نعيمة خليصة